[ .. سمك الصافي يقطع «حبل المودّة» بالأسر البحرينية .. ]

غاب صوت النهام وشدوه بمواويل الغوص «هو يا مال هو يا مال هيه، بديت باسمك إلهي يا عظيم
الشان هيه، ياللي على العرش ما فوق شانك شان هيه»، معلناً قرار «سمك الصافي» بقطع «حبل المودة» بينه وبين الأسر البحرينية أخيراً بعد أن عزفت الأخيرة عن شرائه لارتفاع سعره في الأسواق والذي بلغ يوم أمس (الثلثاء) دينارين ونصف الدينار بعد أن كان لا يتجاوز الدينار سابقاً، ليمسي بذلك «ضيفاً عزيزاً» على تلك الأسر ليوم أو يومين في أفضل الظروف على مدى الأسبوع.

وبإعادة شريط الذكريات إلى الوراء، يقول الجزاف عبدالرسول حسن خلال حديثه إلى «الوسط» يوم أمس إن «غلّة» البحار في السابق تصل إلى خمس ثلاجات وتباع الثلاجة بخمسين ديناراً أي أن دخله اليومي يصل إلى 250 ديناراً في الوقت الذي لا تتجاوز تلك الغلة «لبحّار اليوم» ثلاجة واحدة ويكون مجبراً على بيعها بـ 100 دينار ليعوّض مصروفاته، الأمر الذي يرمي بثقله على تسعيرة الجزافين والذين يكونون بين كفَّيّ كماشة «شح الأسماك» ومحاربة العمالة الآسيوية لهم في سوق السمك المركزي.

------------

أصوات مواويل الغوص خفتت إثر ارتفاع أسعاره...«سمك الصافي» يحل «ضيفاً عزيزاً» على الأسر البحرينية ليومين في الأسبوع فقط!

وقف ذلك العجوز متعكزاً عصاه بشيبته البيضاء وقامته الطويلة المنحنية للزمن على أمل أن يعيد شريط الذكريات بتمتمات من مواويل أيام الغوص التي طالما كان يشدو بها النهام آنذاك لتعينه ورفاقه من البحارة على قضاء ليالٍ طويلة في عرض البحر طلباً للرزق والعودة بغلة تضمن حياة كريمة لأسرهم، وعبثاً يحاول ذلك العجوز أن يهجس ذلك الصوت الذي غاب بعد أن كان يشدو بمواويل الغوص «هو يا مال هو يا مال هيه، بديت باسمك إلهي يا عظيم الشأن هيه، ياللي على العرش ما فوق شانك شان هيه»، معلناً قرار «سمك الصافي» بقطع «حبل المودة» بينه وبين الأسر البحرينية أخيراً بعد أن عزفت الأخيرة عن شرائه لارتفاع سعره في الأسواق الذي بلغ يوم أمس (الثلثاء) دينارين ونصف الدينار بعد أن كان لا يتجاوز الدينار سابقاً، ليمسي بذلك «ضيفاً عزيزاً» على تلك الأسر ليوم أو يومين في أفضل الظروف على مدى الأسبوع.

وبإعادة شريط الذكريات للوراء، يقول الجزاف عبدالرسول حسن خلال حديثه لـ «الوسط» يوم أمس إن «غلة» البحار في السابق تصل إلى خمس ثلاجات وتباع الثلاجة بخمسين ديناراً أي أن دخله اليومي يصل إلى 250 ديناراً في الوقت الذي لا تتجاوز تلك الغلة «لبحار اليوم» ثلاجة واحدة ويكون مجبراً على بيعها بـ 100 دينار ليعوض مصروفاته من ديزل وخبز وقراقير ورواتب العمالة الآسيوية التي ترافقه، الأمر الذي يرمي بثقله على تسعيرة الجزافيين الذين باتوا بين كفي كماشة «شح الأسماك» ومحاربة العمالة الآسيوية لهم في سوق السمك المركزي.

وتبعاً لتلك المعادلة، فإنه كجزاف يبيع ثلاجة سمك الصافي التي تحوي 40 كيلواً بـ 100 دينار وبذلك لا تتجاوز فائدته منها سوى 10 دنانير.

وفيما يتعلق بإقبال الأسر البحرينية على شراء الأسماك، قال إن الإقبال يزداد مع مطلع كل شهر بعد نزول الراتب الشهري، في الوقت الذي يقل تدريجاً إلى أن يشح مع منتصف الشهر.

وأضاف «في السابق كنت أبيع ثلاجة السمك في نصف ساعة».

الصافي «هوية بحرينية»

ومن جانبهم رأى بعض المواطنين أنه مثلما ارتبط اسم سمك الزبيدي بدولة الكويت الشقيقة والفول بجمهورية مصر العربية، شكل سمك الصافي هوية الأسر البحرينية الذي لا تخلو موائدهم كل يوم منه، فبعدما كان السمك يعد أكل الفقراء في السابق بات اليوم من الوجبات النادرة.

وفي ذلك، قال رب إحدى الأسر حسن علي إن ارتفاع أسعار الأسماك ولاسيما الصافي سبب في عدم قدرة الأسر البحرينية على تناوله أكثر من مرتين في الأسبوع في أحسن الظروف.

وبالعودة للجزاف عبدالرسول الذي عزا ارتفاع أسعار سمك الصافي إلى شح الأسماك نظراً لتزايد الامتداد العمراني على السواحل من جهة وبرودة الجو من جهة أخرى فضلاً عن غياب الرقابة على «الطرايد» التي تعمد العمالة الآسيوية في كثير من الأحيان بالسطو على غلة «القراقير»، إلى جانب ما وصفه بـ «التأجير بالباطن» لفرشات سوق السمك المركزي في المنامة والتي يجلس على زهاء 108 منها عمالة آسيوية في حين لا يتجاوز عدد الجزافيين من البحرينيين الـ 15 جزافاً.

وذكر أنه لا توجد عملية تنظيم للعمل في السوق فترى أحدهم يجلس أمام الباب والآخر على قارعة الطريق، في حين لوحظ غياب وجود حارس للأمن في السوق.

وعلى صعيد متصل، أكد مدير عام بلدية العاصمة عبدالكريم حسن أن جميع عقود الفرشات لدى الجهاز التنفيذي مقيدة بأسماء بحرينية وأن البلدية لا تملك حق منع البحريني من الاستعانة بعامل أجنبي، في الوقت الذي دعا فيه الجميع إلى التبليغ عن حالات «التأجير بالباطن» إن وجدت.

ووصف أجار الفرشة بالرمزي، لافتاً إلى أن أجارها الشهري يتراوح ما بين 30 و35 ديناراً بحرينياً وأن البلدية لا تقبل بالمتاجرة أو استغلال دعم البلدية للجزافيين البحرينيين، متوعداً كل من يخالف بإجراءات صارمة منها إلغاء العقد.

ولفت إلى أن البلدية تعمد ضمن خطتها الرقابية لتقنين العمل بتكثيف المفتشين على أرض الواقع لتلافي أية ممارسات غير قانونية.

الكرة في ملعب «الداخلية»

ولرئيس نقابة الصيادين البحرينية حسين المغني رأي آخر في هذا الصدد، مفاده أن السبب وراء ارتفاع الأسماك وعلى رأسها سمك الصافي يرجع إلى عاملين أولهما على حد وصفه «تأخر» وزارة الداخلية في تطبيق القرار رقم 20 للعام 2002 لتنظيم الصيد وتحديداً المادة الثالثة منه التي تختص بالنوخذة البحريني، معتبراً الكرة في ملعبها ولاسيما بعد أن أنهت الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية إجراءاتها في هذا الصدد.

أما الثاني فقد ذكر المغني أن برودة الجو تلعب دوراً أساسياً في ذلك ولاسيما أن مملكة البحرين شهدت جواً شديد البرودة على مدى عاميين.

وذكر أن النقابة سبق أن حذرت من استنزاف مراعي الأسماك وتأثر المخزون في أكثر من مناسبة.

ومن جانبه، أكد مدير إدارة الثروة السمكية في «الهيئة العامة» جاسم القصير أن الإدارة عمدت إلى تطبيق القرار الصادر بشأن النوخذة البحريني واستكمال جميع إجراءاتها لتنفيذه وأن الحلقة المقبلة تتمثل في وزارة الداخلية، متوقعاً أن العوامل الإدارية والفنية وراء تأخر تطبيقه فيها.

وضمن القصير صوته للمغني معولاً على تطبيق القرار في زيادة المخزون وتقنين الأسعار.

وفيما يتعلق بإدارة حماية المستهلك، فيرى معنيون أنها مكبلة بمبدأ العرض والطلب ودورها ينحصر في الجانب الرقابي والتوجيهي للحد من المخالفات.

متألقة عدد الرسائل : 101 تاريخ التسجيل : 31/01/2008

يسلموو ع الموضوع